Admin Admin
المساهمات : 238 تاريخ التسجيل : 16/07/2008
| موضوع: دفعوا مبالغ طائلة لسماسرة التسفير مقابل فرص عمل باليونان الأربعاء مايو 27, 2009 4:51 pm | |
| كالزلزال المدمر كان وقع نبأ مصرع ستة شبان من خيرة شباب مصر غرقا في سواحل- أزمير- بتركيا بعد أن هربوا من شبح البطالة واليأس في وطنهم إلي آفاق الثراء، وحلم العيش في سعادة ورفاهية، حاولوا السفر بطريقة غير شرعية والتسلل الي اليونان التي أصبحت لهم بمثابة- أرض الأحلام- الضحايا منهم خمسة من أبناء محافظة الغربية وأسر الضحايا في قريتي »شبرا ملس« التابعة لمركز زفتي و»ميت بدر حلاوة« التابعة لمركز سمنود سقط عليهم الخبر فاهتزت مشاعرهم خصوصا مع غموض المعلومات التي وصلت عن طريقه مصرعهم، وصعوبة تحديد هوية كل منهم! بالاضافة الي عدم وجود معلومات دقيقة حول موعد وصول جثث الضحايا لدفنها في مدافن الأسر بالقريتين.
عاشت »الوفد« تفاصيل مأساة أسر الضحايا الخمسة: هاني أحمد إسماعيل عصر، وعادل عبدالله زكريا، وهشام سيد أحمد، وإبراهيم أحمد السيد من »شبراملس« وتوفيق محمد نصار ابن قرية »ميت بدر حلاوة« والتي كشفت عن ضياع الحالة في هذا الوطن للدرجة ومحاولات أغلب الشباب السفر مهما كلفه ذلك وأسرته المعدومة من أموال.
في منزل عادل زكريا أحد الشبان الخمسة قال شقيقه أسامة- 28 عاما- عامل انه كان في الإمارات، وعندما علم بالنبأ المفجع عاد بسرعة ليكون في استقبال جثة شقيقه الأصغر، وأضاف ان شقيقه سافر مع مجموعة من زملائه بحثا عن العمل الشريف والرزق الحلال وحتي يتمكن من توفير مبلغ يبدأ به حياته ومساعدة أشقائه الخمسة ووالده المسن وتوفير العلاج له، وقال ان آخر اتصال بالضحية كان يوم الأربعاء قبل الماضي عندما اتصل بوالدته وأشقائه وطمأنهم علي نفسه وأنه سيسافر إلي اليونان في اليوم الثاني بواسطة- مركب- برفقة بعض زملائه. وقال انهم علموا بالخبر المفجع عن طريق اتصال من أحد زملاؤئه الذي نجا من الموت بأعجوبة، وأنهم اتصلوا بوزارة الخارجية وأرسلوا صورا لمستندات الضحية حتي يتمكنوا من التعرف عليه وإعادة جثته علي نفقة الدولة خاصة أنهم لا يملكون الأموال لذلك. وفي منزل الضحية ابراهيم محمد حسين- 25 سنة- التفت سيدات القرية وهن يتشحن بالسواد حدادا علي فقيد الشباب قالت والدته أحلام محمد- 62 سنة- إنها كانت ترفض سفر ابنها، ولكن أصدقاءه أقنعوه بالسفر، وبالفعل سافر إلي السودان منذ 4 أشهر برفقة أصدقائه وحصلوا علي تأشيرة للسفر إلي تركيا تمهيدا للتسلل إلي اليونان عن طريق البحر. وقد وصلوا إلي تركيا بالفعل منذ 15 يوما واتصل بها أكثر من مرة وكان آخر اتصال يوم الثلاثاء قبل الماضي وأخبرها فيه أنه يستعد للسفر إلي اليونان ووعدها بأنه سيرسل لها كافة احتياجاتها وطلب منها الدعاء له، وقالت الأم ان زميله أخبرها بأنهم دفعوا لشخص مصري يقيم بتركيا ألفي يورو لتسهيل سفرهم لليونان بواسطة »زورق«، وأن المجموعة كانت في حدود 25 شابا وهذا أدي إلي انقلاب الزورق بسبب حمولته الزائدة.
وقال أحمد- 30 سنة- مدرس شقيق الضحية هشام سيد أحمد ان شقيقه كان يحاول البحث عن فرصة عمل شريفة تجعله قادرا علي تحقيق أحلامه وحتي يستطيع مساعدة أسرته المكونة من 9 أشقاء منهم شقيقة من أصحاب الاحتياجات الخاصة. ويعيشون جميعا في منزل آيل للسقوط وهداه تفكيره للسفر ودفع 19 ألف جنيه لشخص يدعي ياسر مقيم بالمحلة الكبري لتسهيل له السفر وأنه سافر إلي السودان وظل فيه 3 أشهر وعندما حصل علي تأشيرة تركيا غادره في محاولة للتسلل إلي اليونان.
وفي منزل الضحية هاني إسماعيل قال شقيقه محمد- 35 سنة- ان الاسرة كانت ترفض سفر هاني لخطورة الرحلة وخوفهم علي حياته خصوصا أننا نسمع كل يوم أخبارا حزينة ومؤسفة عن غرق شبان مصريين في عمر الزهور دفعوا حياتهم ثمنا لمحاولاتهم المشروعة للعيش بطريقة سهلة مثل »خلق الله« ولكن للأسف تسلل هاني من الأسرة وسافر دون علمنا وفوجئنا به يتصل بعد غياب 3 أيام ليخبرنا أنه في السودان وخطته للسفر إلي تركيا ثم التسلل إلي اليونان وعندما علمنا بالخبر المشئوم ذهبنا لوزارة الخارجية للتأكد من النبأ المفجع ونحن ننتظر عودة جثة شقيقه الذي لم يتمكن من تحقيق حلمه داخل وطنه وسافر لبلاد الغربة ليعود في صندوق وجثته غير طبيعية.
وفي منزل توفيق نصار من بدر حلاوة لم يختلف المشهد كثيرا فسيدات القرية التففن حول والدته ورجال القرية تجمعوا في مشهد حزين أمام باب »الدوار« والكلام المباح تحول إلي نظرات شاردة وأسئلة لا إجابات لها أما السيدات فقد تعالت صرخاتهن كالعادة والجميع ينتظر عودة الجثة لدفنها وأخذ العزاء فيها.
ومن جهة أخري أكد المهندس الشافعي الدكروري محافظ الغربية انه بحث سرعة صرف مساعدات عاجلة لأسر الضحايا ويتم حاليا التنسيق مع وزارتي الخارجية والضمان الاجتماعي لمعرفة موعد وصول جثامين الضحايا حتي يتم تقديم واجب العزاء لأسرهم وقال المحافظ انه حزين علي غرق الضحايا ومحاولة الشباب المصري السفر بطريقة غير مشروعة ويعرض نفسه لمخاطر عديدة. | |
|