قراءة فى انتخابات مجلس الشعب لعام 2005
صاحب انتخابات مجلس الشعب ، لعام 2005 ، عدد من جديد السمات ، اكتسبت على أثرها تميزا وتفردا عن سابقاتها فى أعوام قبلية ، وكانت بحق علامة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية ، واستحقت عن جدارة ما حظيت به من وافر متابعة ودقيق تقييم وعظيم اهتمام .
ذلك أن عملية انتخابات 2005 ، جاءت بينما الحياة السياسية المصرية تشهد تطورات هائلة ، غير مسبوقة ، فى طريق الإصلاح السياسى والديمقراطى ، ومبشرة بعصر جديد ، تشهده البلاد بكل ما تحمله الكلمة من دلالة فى مختلف المجالات .
وبقدر ما أضفت تطورات الحياة السياسية من أهمية على العملية الانتخابية ، فإن فعاليات تلك الأخيرة ، قد أثرت بدورها مسيرة الإصلاح الديمقراطى ، بل كانت هى فى ذاتها ـ على نحو ما جرت عليه ـ ، إحدى الحلقات الهامة فى تلك المسيرة ، لتعكس بيقين قاطع صدق التوجه ، نحو آفاق أكثر عمقا ورحابة من الحرية والتطوير .
ولعل ما ذهبت إليه تلك الرؤية لمجريات العملية الانتخابية ، يجد عضدا له ، باستعراض عدد مما نوه عنه من سمات ، على النحو التالى :
أولا : تجاوز عدد مرشحى العملية الانتخابية بمراحلها الثلاثة ، 5488 مرشحا مختلفى الانتماءات ، يتنافسون فى 222 دائرة على 444 مقعدا ، وهو ما أثار توقعات بشراسة المنافسة ، تأيدت لاحقا حسبما كشفت عنه مجريات العملية الانتخابية .
ثانيا : صدق التوجه نحو إجراء الانتخابات بأكبر قدر من النزاهة والشفافية ، حسبما دل عليه ، عدد من المؤشرات المتمثلة فيما يلى :
1 ـ تأكيد كبار مسئولى الدولة ، وفى مقدمتهم السيد رئيس الجمهورية على نزاهة إجراء العملية الانتخابية .
2 ـ استخدام صناديق الاقتراع الزجاجية (الشفافة) ، لأول مرة فى تاريخ الانتخابات البرلمانية المصرية .
3 ـ استخدام الحبر الفوسفورى الملون ، والذى يصعب إزالته قبل مرور 24 ساعة على استخدامه .
4 ـ تحقيق الإشراف القضائى الكامل على العملية الانتخابية ، سواء فى اللجان العامة أو اللجان الفرعية .
5 ـ توزيع مديريات الأمن لعدد من بطاقات إبداء الرأى ، مساو لعدد الناخبين ، على القضاة المسئولين عن اللجان الانتخابية بكل دائرة ، للحد من التلاعب فى النتائج من خلالها .
6 ـ السماح لمؤسسات وهيئات المجتمع المدنى ، بإرسال مندوبين عنها لمراقبة سير العملية الانتخابية .
ثالثا : التوجه نحو إضفاء مزيد من المؤسسية ـ خاصة من جانب الحزب الوطنى الديمقراطى ـ على أعمال الدعاية الانتخابية ، من خلال برنامج عمل محدد وآليات واضحة ، تم التعبير عنها فى المؤتمرات الانتخابية التى عقدها الحزب الوطنى الديمقراطى ، لدعم مرشحيه بطريقة جماعية .
رابعا : لجوء أحزاب المعارضة إلى التكتل ، حيث شكلت جبهة تضم 12حزبا ، ورغم ذلك لم تتمكن من تقديم مرشحين فى جميع الدوائر ، للنقص فى كوادرها ، بينما كانت مشكلة الحزب الوطنى الديمقراطى ، وفرة ما لديه من كوادر ، الأمر الذى حدا ببعض أعضائه إلى ترشيح أنفسهم كمستقلين .
بيان بأعضاء مجلس الشعب حسب انتماءاتهم
الحزب/ الصفة
فلاح عامل فئات ا لاجمالى
الوطنى 62 117 149 328
الوفد الجديد 0 3 2 5
التجمع 0 1 0 1
مستقـل 4 41 63 108
الأجمالى 66 162 214 442
مرجع :
د. إكرام بدر الدين ، "الانتخابات التشريعية فى مصر 2005 ، تحليل الدلالات السياسية" ، قضايا ، العدد 12 ، القاهرة ، المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية ، ديسمبر 2005 .